انعقدت القمة الأمنية في باريس يوم 17 فبراير 2025، بمشاركة قادة "أهم الدول الأوروبية"، وركزت النقاشات على القضايا الأمنية الإقليمية والتحديات الجيوسياسية. وأكد وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو (Jean-Noël Barrot)، أن الاجتماع جاء بدعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية، دون الإفصاح عن قائمة المشاركين.
وجاء انعقاد القمة في ظل التطورات الدولية، لا سيما قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين لمناقشة الأزمة الأوكرانية. وتطرقت المناقشات إلى سبل تعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي، وتقليل الاعتماد على الولايات المتحدة في مجال الأمن، وتعزيز التنسيق في مواجهة التهديدات الروسية.
رغم عدم ارتياحه لاستبعاده من القمة، شدد فريدن على أن التشاور مع جميع الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كان ليكون قرارًا أكثر منطقية. وأشار إلى أن أي استراتيجية أمنية يجب أن تتخذ بمشاركة الجميع للحفاظ على تماسك الاتحاد.
في كلمته خلال مؤتمر ميونيخ الأمني، انتقد فريدن التصريحات الأخيرة لنائب الرئيس الأمريكي، جي دي فانس (JD Vance)، واصفًا إياها بـ "الصدمة للأوروبيين". وأكد على ضرورة التحلي بالهدوء والعمل الجماعي داخل الاتحاد الأوروبي في مواجهة مثل هذه التحديات.
كما ناقش فريدن مع رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا (Antonio Costa)، الحاجة إلى الرد بطريقة مدروسة بدلاً من الانفعال العاطفي. وقال: "يجب علينا أولًا معرفة ما تقترحه الولايات المتحدة، ومن ثم تقديم رد موحد ومتزن."
وحذر فريدن من المخاطر المحتملة لأي انقسام بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، مؤكدًا أن "الولايات المتحدة كانت وستظل حليفًا استراتيجيًا لأوروبا، سواء من الناحية التاريخية أو في إطار حلف شمال الأطلسي (الناتو)." وأضاف أن "الاختلافات بين الأصدقاء أمر طبيعي، لكن لا ينبغي لها أن تؤدي إلى تباعد استراتيجي."
وفيما يتعلق بالمقترح الذي تقدم به الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، حول إنشاء جيش أوروبي موحد، اعتبر فريدن أن هذه الفكرة غير قابلة للتنفيذ في المدى القريب، لكنه رأى أن توحيد معايير المعدات العسكرية في الدول الأوروبية قد يكون خطوة أولى لتعزيز التنسيق الدفاعي.
واختتم فريدن حديثه بالقول: "لدينا مبادئ ومصالح واضحة، وسيتم اختبارها في الأسابيع المقبلة، تمامًا كما سيتم اختبار علاقتنا مع الولايات المتحدة." وتأتي تصريحاته في وقت يخطط فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهي قمة لم تُدعَ إليها أي دولة أوروبية.
ورغم الجهود التي بذلتها قمة باريس لتعزيز السياسات الأمنية الأوروبية، يرى المحللون أن استبعاد بعض الدول، مثل لوكسمبورغ، قد يثير تساؤلات حول شرعية هذه القرارات. ويبقى من غير الواضح ما إذا كانت القمة ستُحدث تغييرًا جوهريًا في سياسات الأمن الأوروبي، أم أن غياب التنسيق الكامل بين أعضاء الاتحاد قد يؤدي إلى زيادة الانقسامات الداخلية.
يؤكد رئيس جمعية حماية المستأجرين أن "الخوف من فقدان المسكن بات من بين المخاوف الأولى للمستأجرين في لوكسمبورغ". ووفقًا لدراسة مشتركة أجرتها الجمعية بالتعاون مع جامعة لوكسمبورغ، فإن ارتفاع الإيجارات بشكل غير مسبوق وزيادة معدلات الإخلاء قد أديا إلى اضطراب سوق الإيجارات بشكل ملحوظ.
وفقًا للقانون في لوكسمبورغ، يمكن إنهاء عقد الإيجار في ثلاث حالات قانونية فقط: ارتكاب المستأجر لمخالفة جسيمة، الحاجة الشخصية للمالك إلى العقار، أو الظروف الطارئة التي تستدعي أعمال صيانة جوهرية تجعل العقار غير صالح للسكن. وفي هذه الحالات، يتعين على المالك منح المستأجر مهلة تتراوح بين 3 إلى 6 أشهر، بحسب سبب الإنهاء. أما في حال المخالفات الجسيمة، يحق للمالك اللجوء إلى محكمة الصلح لطلب الإخلاء الفوري.
أعلنت وزارة الإسكان في لوكسمبورغ أن الإشعارات الخاصة بفسخ عقد الإيجار يمكن أن تُرسل عبر البريد الإلكتروني أو شفويًا، ولكن يُنصح باستخدام بريد مسجل لضمان توثيق الطلب قانونيًا. في حالات الإخلاء القسري، يمكن للمستأجرين تقديم طلب إلى محكمة الصلح لطلب تمديد المهلة. كما تقدم جمعية حماية المستأجرين والمحامون المختصون الاستشارات القانونية الضرورية في هذا الصدد.
من جهة أخرى، يؤكد رئيس اتحاد الملاك في لوكسمبورغ أن معدلات الإخلاء لم تشهد ارتفاعًا كبيرًا خلال العقد الماضي، مخالفًا بذلك التصور العام. ويضيف أن "عدد عمليات الإخلاء ظل مستقرًا على مدى السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية". ويعترف بأن ارتفاع الإيجارات يمثل تحديًا، لكنه يرى أن هذا الارتفاع لم يؤثر على جميع المستأجرين، خصوصًا أولئك الذين أقاموا في مساكنهم لفترات طويلة.
كما أشار إلى الزيادة الكبيرة في تكاليف الخدمات الأساسية، مؤكدًا أن "تكلفة المرافق لشقة متوسطة الحجم كانت قبل خمس أو ست سنوات حوالي 250 يورو شهريًا، لكنها ارتفعت اليوم إلى 400 يورو"، وهو ما يشكل عبئًا إضافيًا على المستأجرين.
يؤكد رئيس جمعية حماية المستأجرين أن العديد من قرارات الإخلاء غير قانونية، حيث يلجأ بعض الملاك إلى إرسال إشعارات عبر البريد الإلكتروني دون مبررات قانونية واضحة. وشدد على ضرورة تحري المستأجرين عن قانونية الإشعارات قبل اتخاذ أي خطوة.
في المقابل، يرى رئيس اتحاد الملاك أن القوانين الحالية تحابي المستأجرين على حساب حقوق الملاك، مشيرًا إلى أن "إجراءات إنهاء عقود الإيجار قد تستغرق ما يصل إلى عام ونصف، مما يدفع العديد من المستثمرين إلى تجنب قطاع الإيجارات بالكامل". كما انتقد التركيز الزائد على البعد الاجتماعي لقوانين الإسكان، داعيًا إلى تحقيق توازن يحمي حقوق الطرفين.
رغم الاختلافات بين المستأجرين والملاك، يتفق الطرفان على نقطة واحدة: سوق الإيجارات في لوكسمبورغ بحاجة ماسة إلى تطوير وزيادة العرض. ويعود ارتفاع الإيجارات إلى تراجع عمليات شراء العقارات وزيادة الطلب على الإيجار. كما أن توقف بعض مشاريع الإسكان، مثل تلك التي تُباع بنظام VEFA (البيع على الخارطة)، قد أثر على توافر المساكن.
في نهاية المطاف، يظل الحل الأساسي للأزمة الحالية هو زيادة عمليات البناء والاستثمار في قطاع الإسكان، وهو ما يمكن أن يخفف من الضغط على المستأجرين، ويوفر فرصًا جديدة للمستثمرين وأصحاب المشاريع العقارية.
وخلال مؤتمر صحفي، كشف رئيس الوزراء لوك فريدن (Luc Frieden) عن تفاصيل هذا الحدث المرتقب، حيث من المقرر أن تقام مراسم تنازل الدوق الأكبر هنري (Grand-Duc Henri) عن العرش في القصر الكبير، ليؤدي بعدها الأمير غيوم القسم أمام ممثلي الشعب في البرلمان، تأكيدًا على توليه الحكم بشكل رسمي.
وفي اليوم التالي، ستقام احتفالات شعبية كبرى في جميع أنحاء البلاد، حيث سيتم تنظيم فعاليات ثقافية وفنية متعددة للاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية، مع الإعلان عن تفاصيل البرنامج لاحقًا.
ورغم أهمية هذا الحدث، قررت الحكومة عدم إعلان عطلة رسمية، وذلك بهدف تشجيع المواطنين على البقاء في البلاد والمشاركة في الفعاليات الاحتفالية، بدلاً من استغلال المناسبة لقضاء عطلات خارجية.
يأتي هذا القرار في أعقاب الإعلان الرسمي للدوق الأكبر هنري والدوقة الكبرى ماريا تيريزا (Grande-Duchesse Maria Teresa) خلال خطاب عيد الميلاد التقليدي، حيث أكدا أن الأمير غيوم وزوجته الأميرة ستيفاني (Stéphanie) سيتوليان مقاليد الحكم رسميًا في الثالث من أكتوبر 2025.
ووفقًا للتقارير الرسمية، كشفت عمليات التفتيش عن العديد من حالات تشغيل العمال بدون تصاريح إقامة أو تصاريح عمل قانونية. وفي هذه الحالات، يحق للمفتشية إصدار أوامر بوقف العمل وفرض غرامات مالية باهظة على أصحاب العمل المخالفين. علاوة على ذلك، أصدرت الجهات القضائية أحكامًا جزائية في بعض القضايا، تضمنت عقوبات مالية وأحكامًا بالسجن ضد المخالفين.
وأكدت السلطات المختصة أن التوظيف غير القانوني لا يؤثر فقط على استقرار سوق العمل، بل يشكل أيضًا خطرًا على حقوق العمال وظروفهم المعيشية. ودعت المفتشية جميع العمال والمهاجرين إلى الاطلاع على حقوقهم القانونية، والإبلاغ عن أي انتهاكات تتعلق بالاستغلال الوظيفي أو التشغيل غير القانوني عبر القنوات الرسمية، بما في ذلك ITM (www.itm.public.lu).
كما يتوجب على أصحاب العمل التحقق من المستندات القانونية للعمال قبل توظيفهم، والتأكد من الامتثال الكامل لقوانين العمل والهجرة، حيث إن المخالفات في هذا المجال قد تؤدي إلى فرض عقوبات صارمة تشمل الغرامات المالية، إيقاف الأنشطة التجارية، وحتى الملاحقات القضائية.
وتواصل مفتشية العمل تنفيذ حملاتها الرقابية، مطالبة جميع المواطنين والعمال بالتعاون والإبلاغ عن أي ممارسات غير قانونية. إن القضاء على الاستغلال الوظيفي يتطلب جهدًا مشتركًا وتطبيقًا صارمًا للتشريعات المنظمة لسوق العمل في لوكسمبورغ.
على الرغم من كون هؤلاء الأفراد في حالة انتظار، إلا أنهم لا يزالون يتلقون الدعم المادي والاجتماعي على غرار بقية طالبي اللجوء في مراكز ONA، بما يشمل المساعدات المالية والخدمات الاجتماعية الأساسية لضمان الحد الأدنى من متطلبات الحياة. جاءت هذه المعلومات ردًا على استفسار النائبة جويل ولفرنج (Joëlle Welfring) من حزب الخضر.
ووفقًا للوزير، فإن عدد المنتظرين للحصول على سكن يتغير بشكل يومي، حيث تراوح العدد بين 30 و110 شخصًا منذ ديسمبر 2024. كما أشار إلى أن القدرة الاستيعابية للمراكز بلغت 97%، مما يعني أنها على وشك الامتلاء الكامل.
في ظل عدم توفر أماكن في مراكز ONA، يتم توجيه طالبي اللجوء إلى مراكز الإقامة الطارئة "وانتراكتسيون" (Wanteraktioun) المخصصة للمشردين. غير أن هذه الملاجئ لا تقدم إقامة دائمة، مما يفرض على اللاجئين إعادة التسجيل يوميًا. وفقًا لولفرنج، فإن هذا الوضع يُجبر اللاجئين على قضاء ما لا يقل عن خمس ساعات يوميًا في الشارع بدون مأوى دائم أو مكان آمن لحفظ ممتلكاتهم الشخصية. ومنذ نوفمبر 2024، استفاد نحو 70 طالب لجوء يوميًا من هذه الخدمات الطارئة.
تتفاقم هذه الأزمة بسبب استمرار بعض اللاجئين الحاصلين على الإقامة في الإقامة بمراكز الاستقبال، رغم مرور ما بين عامين إلى خمسة أعوام على منحهم وضع الإقامة الدائمة. أدى هذا الأمر إلى زيادة الضغط على البنية التحتية المتاحة، مما يحد من قدرة المراكز على استقبال الوافدين الجدد. وعلى الرغم من دعوات السلطات المتكررة لهذه الفئة بضرورة البحث عن سكن مستقل، إلا أن العملية لا تزال تواجه عقبات عديدة تعيق انتقالهم إلى مساكن خاصة.
مع استمرار تزايد طلبات اللجوء، دعت حكومة لوكسمبورغ إلى توزيع أكثر إنصافًا للاجئين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وكان الوزير هان قد حذَّر في وقت سابق من أن "عدد طالبي اللجوء الذين يصلون إلى لوكسمبورغ يفوق القدرة الاستيعابية للبلاد"، مؤكدًا أن إدارة هذا الوضع لا يمكن أن تكون مسؤولية لوكسمبورغ وحدها.
وفي هذا السياق، تعمل الجهات المختصة على دراسة حلول بديلة لزيادة طاقة الاستيعاب وتحسين ظروف الإقامة لطالبي اللجوء. غير أن التحديات القائمة تتطلب استجابة فورية وتنسيقًا أكثر فاعلية بين دول الاتحاد الأوروبي لمواجهة هذه الأزمة الإنسانية المتفاقمة.
وفقًا لقوانين العمل في لوكسمبورغ، لا يوجد حظر قانوني صريح على إقامة علاقات عاطفية بين الموظفين. فأي بند تعاقدي يمنع مثل هذه العلاقات يعد غير مبرر من الناحية القانونية ويتعارض مع حقوق العمال.
لكن على الرغم من ذلك، فإن بعض الشركات تعتمد سياسات داخلية تهدف إلى منع تضارب المصالح أو الحفاظ على كفاءة العمل. على سبيل المثال، قد تتخذ الشركات إجراءات محددة إذا كانت العلاقة بين الموظفين تؤثر على التسلسل الإداري أو تؤدي إلى التحيز في بيئة العمل. ولهذا السبب، تقوم بعض المؤسسات في لوكسمبورغ بوضع لوائح تمنع العلاقات بين الموظفين لتجنب النزاعات الإدارية وضمان بيئة عمل مهنية ومستقرة.
إذا لم تكن هناك قيود تعاقدية أو تنظيمية على العلاقات بين الزملاء، فهل من الأفضل الإعلان عن العلاقة أم إبقاؤها طي الكتمان؟ يرى العديد من الخبراء أن السرية قد تكون الخيار الأفضل خلال المراحل الأولية من العلاقة. ولكن عندما تصبح العلاقة جدية ومستقرة، فإن الشفافية يمكن أن تساعد في تفادي الشائعات والضغوط غير الضرورية، لا سيما عند إبلاغ المديرين وزملاء العمل.
قد لا تكون العلاقات العاطفية في بيئة العمل أمرًا سلبيًا بالضرورة، لكن تأثيرها يعتمد بشكل كبير على سلوك الأطراف المعنية. فإذا كان الشريكان يحافظان على احترافية عالية ولم تؤثر علاقتهما على أدائهما الوظيفي، فلن تشكل هذه العلاقة مشكلة حقيقية.
لكن في بعض الحالات، خاصة إذا كانت العلاقة تشمل تدرجًا إداريًا أو ارتباطًا عاطفيًا سابقًا، فقد يؤدي ذلك إلى تعقيدات داخل الشركة. ومع ذلك، إذا كان الطرفان غير مرتبطين إداريًا ويعملان في أقسام مختلفة دون أن تؤثر العلاقة على إنتاجيتهما، فمن غير المرجح أن تشكل هذه العلاقة عائقًا.
تبقى العلاقات العاطفية في بيئة العمل مسألة شخصية، طالما أنها لا تؤثر على أداء الشركة أو تخل بمبادئ العمل المهني. ومع ذلك، فإن الالتزام بالمهنية والامتثال للأنظمة الداخلية للشركات في لوكسمبورغ يعد أمرًا ضروريًا لتجنب أي تبعات غير مرغوبة والحفاظ على بيئة عمل صحية ومستقرة.
وأشار التقرير إلى أن الشركة تستخدم هيكلية مالية عبر هولدينغ "شينكنبرغ" (Schenkenberg) تسمح بعدم فرض ضرائب على الأرباح الرأسمالية أو توزيعات الأسهم الواردة والصادرة، مما دفع إلى وصف لوكسمبورغ بـ"الملاذ الضريبي".
لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تتعرض فيها سياسات لوكسمبورغ الضريبية لانتقادات من قبل الإعلام الفرنسي. ففي عام 2008، وصف جان-كلود يونكر (Jean-Claude Juncker)، رئيس وزراء لوكسمبورغ آنذاك، تقارير مماثلة بأنها "سخيفة"، مشيرًا إلى أن فرنسا نفسها ليست نموذجًا يُحتذى به في الشفافية المالية.
إلا أن هذه المرة، انتقلت القضية إلى المستوى السياسي، حيث تقدم نائبان في البرلمان الفرنسي، ماتيلد فيلد (Mathilde Feld) من حزب "فرنسا الأبية" (La France Insoumise - LFI) ونيكولا سانسو (Nicolas Sansu) من الحزب الشيوعي الفرنسي (Parti Communiste Français - PCF)، بمقترح لإدراج لوكسمبورغ ضمن قائمة الدول غير المتعاونة في الشؤون الضريبية.
وردًا على هذه المزاعم، أكدت وزارة المالية في لوكسمبورغ أن البلاد ليست "ملاذًا ضريبيًا"، مشددة على التعديلات الجوهرية التي أُدخلت على النظام الضريبي خلال السنوات الـ15 الماضية.
وأشارت الوزارة إلى تنفيذ قوانين جديدة لمكافحة إساءة استخدام النظام الضريبي، بالإضافة إلى اعتماد جميع آليات تبادل المعلومات المالية على المستوى الأوروبي والدولي. كما فرضت لوكسمبورغ، اعتبارًا من ديسمبر 2023، ضريبة دنيا بنسبة 15% على أرباح الشركات الكبرى، بموجب توجيه "الركيزة الثانية" (Pillar Two) للاتحاد الأوروبي.
في إطار جهودها لتعزيز الشفافية المالية، تعتزم لوكسمبورغ في الأشهر المقبلة تنفيذ لوائح جديدة تتعلق بتنظيم الضرائب على العملات الرقمية. ووفقًا للحكومة، فإن هذه التدابير تعكس التزام البلاد بالمعايير الأوروبية والدولية في مجال الشفافية المالية.
كما حذرت السلطات في لوكسمبورغ من أن إدراج أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ضمن قائمة الدول غير المتعاونة ضريبيًا قد يثير إشكالات قانونية وتنظيمية داخل الاتحاد. وأكدت الحكومة أن "لوكسمبورغ تمتثل بالكامل للمعايير التي وضعتها المفوضية الأوروبية بشأن الشفافية الضريبية".
ترى حكومة لوكسمبورغ أن هذه الاتهامات ليست سوى انعكاس للتنافس الاقتصادي والسياسي أكثر من كونها تستند إلى حقائق ضريبية. فالبلاد، باعتبارها أحد المراكز المالية الرائدة في أوروبا، لطالما سعت إلى مواءمة سياساتها المالية مع المعايير الدولية.
ورغم ذلك، لا يزال منتقدو النظام الضريبي في لوكسمبورغ يزعمون أنه يسمح للشركات متعددة الجنسيات بتجنب دفع الضرائب المستحقة في دول أخرى. وفي المقابل، تسعى المفوضية الأوروبية إلى سد أي ثغرات قانونية قد تسمح بمثل هذه الممارسات من خلال تطبيق قوانين مالية أكثر صرامة.
وفي ظل استمرار هذا الجدل، تؤكد لوكسمبورغ التزامها بالتعاون الدولي والامتثال لأعلى معايير الشفافية المالية، في الوقت الذي تعمل فيه على تعزيز نظامها الضريبي. ومع أن الحكومة تدافع بقوة عن سياساتها، إلا أن النقاش حول وضعها المالي والضريبي سيظل قائمًا، مما يفرض عليها مواصلة الإصلاحات وضمان الامتثال لأحدث المتطلبات الدولية.