وقالت بائربوك في كلمة متلفزة: "شهدنا الليلة الماضية بوضوح بداية مرحلة جديدة من الفوضى. إذا لم ندافع الآن عن النظام الدولي القائم على القانون والعدالة، فلن تشعر أي دولة مستقلة بالطمأنينة بعد الآن، خصوصًا تلك التي لديها جيران أقوياء."
وصل زيلينسكي إلى واشنطن في محاولة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية وتأمين دعم إضافي، لكنه واجه استقبالا فاترا من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. اللقاء الذي جمع بينهما في المكتب البيضاوي تحول إلى مواجهة حادة، ما أدى إلى مغادرة زيلينسكي واشنطن دون الحصول على أي تعهدات جديدة، لا سيما فيما يتعلق باتفاقية تصدير المعادن التي كان يسعى إليها.
من جهتها، وصفت موسكو هذه التطورات بأنها "فشل سياسي ودبلوماسي كامل" لكييف. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "هذه الزيارة أظهرت بوضوح أن نظام كييف لا يتحلى بالمسؤولية، ويواصل إشعال فتيل الصراع بدلاً من السعي لتحقيق السلام."
وأكدت موسكو أن أهدافها في أوكرانيا لم تتغير، بما في ذلك السيطرة على المناطق المحتلة و"نزع السلاح" من الدولة الأوكرانية.
في أعقاب هذه التطورات، أعرب القادة الأوروبيون، المجتمعون في لندن في قمة أمنية، عن دعمهم الكامل لأوكرانيا. وقد عبر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مكالمة هاتفية مع زيلينسكي عن "التزام بلاده الراسخ" بدعم كييف. وتأتي هذه القمة استكمالًا للاجتماع الذي عقد في باريس الشهر الماضي، والذي ركز على زيادة الضغط الاقتصادي على روسيا وتقديم دعم عسكري إضافي لأوكرانيا.
في هذا السياق، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استعداده لفتح نقاش حول تعزيز قوة الردع النووية الأوروبية، وذلك بعد تصريحات المستشار الألماني القادم فريدريش ميرتس التي دعا فيها إلى بحث إمكانية استخدام القوة النووية الفرنسية والبريطانية لضمان أمن القارة الأوروبية.
بحسب تقارير، شهد لقاء الجمعة بين ترامب وزيلينسكي تصعيدًا غير مسبوق، حيث وجه الرئيس الأمريكي تهديدًا مباشرًا إلى نظيره الأوكراني قائلاً: "إما أن تقبل بالسلام، أو ستفقد دعم الولايات المتحدة بالكامل."
وأضاف بغضب: "أنت تلعب بمصير ملايين البشر، وتعبث بحافة حرب عالمية ثالثة."
وفي رد مفاجئ، قال زيلينسكي: "هل زرت أوكرانيا يومًا لترى حجم معاناتنا عن قرب؟"
هذا الرد أثار غضب ترامب الذي قام بطرد زيلينسكي من البيت الأبيض، وألغى مأدبة الغداء والاجتماع الصحفي المشترك، قبل أن يكتب في منصته الاجتماعية: "لن يعود إلى هنا إلا عندما يكون مستعدًا لتحقيق السلام."
فيما واجه ترامب انتقادات حادة في أوروبا بسبب أسلوبه في التعامل مع الرئيس الأوكراني، اعتبر الكرملين هذه الحادثة انتصارًا لروسيا. وقال دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي: "الخنزير الوقح وُضع أخيرًا في مكانه داخل المكتب البيضاوي."
من جهة أخرى، صورت وسائل الإعلام الروسية هذا التطور على أنه دليل على تراجع نفوذ أوكرانيا على الساحة الدولية.
بعد عودته إلى كييف، كثف زيلينسكي اتصالاته بالقادة الأوروبيين لتعزيز دعمهم لبلاده. وكتب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على وسائل التواصل الاجتماعي: "أصدقاؤنا الأوكرانيون، لستم وحدكم."
كما أكد رئيس وزراء السويد، أولف كريسترسون: "السويد ستبقى حليفًا قويًا لأوكرانيا. المجد لأوكرانيا!"
أما رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، فقد أشاد بصمود زيلينسكي، قائلًا: "لقد حافظ بشجاعته على شرف أوروبا. الآن، يقع على عاتقنا تحديد موقفنا في هذا العالم: هل نريد أن يكون لنا مكان، أم لا؟"
في ظل هذه التوترات المتصاعدة، شددت مفوضية الاتحاد الأوروبي على ضرورة أن تلعب أوروبا دورًا قياديًا أكبر في الحفاظ على النظام العالمي. وقالت كايا كالاس، رئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي: "اليوم أصبح واضحًا أن العالم الحر بحاجة إلى زعامة جديدة، وهذه مسؤولية تقع على عاتقنا نحن الأوروبيين."
في سابقة دبلوماسية غير معهودة، تحولت المحادثات بين ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي إلى مواجهة علنية، حيث لم يتردد ترامب في التعبير عن استيائه من الموقف الأوكراني، مهددًا بقطع الدعم الأمريكي إذا لم تتجه كييف نحو التفاوض مع موسكو. هذه التصريحات أثارت عاصفة من ردود الفعل الدولية، وسط مخاوف من أن يؤدي تغيير النهج الأمريكي إلى إضعاف موقف أوكرانيا على الساحة العالمية.
في هذا السياق، جاء موقف لوكسمبورغ ليؤكد على ضرورة الحفاظ على دعم أوكرانيا في هذه المرحلة الحساسة، حيث صرح رئيس وزراء لوكسمبورغ، لوك فريدن، قائلاً:
"لا يمكننا أن نسمح بأن تكون أوكرانيا ضحية للتجاذبات السياسية. نحن نؤمن بأن دعم كييف ليس مجرد التزام أمني، بل هو واجب للحفاظ على النظام العالمي المستند إلى القوانين الدولية."
بالتزامن مع هذا التوتر الدبلوماسي بين واشنطن وكييف، خرجت عدة دول أوروبية، ومن بينها لوكسمبورغ، بمواقف واضحة تدعم أوكرانيا وتؤكد على ضرورة الحفاظ على وحدتها واستقلالها. وقد شددت لوكسمبورغ على أن موقفها لم ولن يتغير بناءً على المتغيرات السياسية في الولايات المتحدة، مشيرة إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى دعم متواصل وليس إلى تهديدات تزيد من تعقيد الوضع.
من جهة أخرى، دعا فريدن إلى توحيد الصف الأوروبي في التعاطي مع الحرب الدائرة في أوكرانيا، واقترح أن يتم تعيين ممثل أوروبي موحد للتفاوض باسم الاتحاد الأوروبي، وهو اقتراح نال ترحيباً واسعاً في بروكسل، خاصة في ظل الحاجة إلى تعزيز وحدة القرار الأوروبي بشأن أوكرانيا.
وسط تصاعد الأزمة، أثار موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تساؤلات حول مدى التنسيق الأوروبي في التعامل مع الملف الأوكراني. حيث لم توجه دعوات لبعض الدول الأوروبية، من بينها رومانيا وجمهورية التشيك، لحضور اجتماع مغلق في الإليزيه في 17 فبراير، مما أثار استياء عدد من القادة الأوروبيين الذين طالبوا بمزيد من الشفافية والتنسيق الجماعي في اتخاذ القرارات.
في المقابل، أكدت لوكسمبورغ على أن موقفها لا يتعارض مع باريس، بل يهدف إلى تعزيز التعاون الأوروبي. وصرّح مسؤولون حكوميون بأن لوكسمبورغ تدعم أي مبادرة تهدف إلى توحيد الجهود لمواجهة التحديات التي تفرضها الحرب الأوكرانية، مشيرين إلى أن فريدن شارك في لقاءات أخرى على مستوى عالٍ خلال الفترة نفسها، وشدد على ضرورة تنسيق الجهود بين جميع العواصم الأوروبية.
تستعد العواصم الأوروبية لعقد اجتماع طارئ لمجلس الاتحاد الأوروبي يوم الخميس المقبل لمناقشة الوضع في أوكرانيا وتبعات التوتر الدبلوماسي بين كييف وواشنطن. وتأتي هذه القمة في وقت تتزايد فيه الضغوط على القادة الأوروبيين لاتخاذ مواقف واضحة إزاء مستقبل دعم أوكرانيا، خاصة بعد تصريحات ترامب التي أثارت قلقاً واسعاً بشأن مصير المساعدات الأمريكية لكييف.
وفي هذا الإطار، أعرب فريدن عن دعمه الكامل لانعقاد هذه القمة، مؤكداً أن لوكسمبورغ ستواصل تقديم الدعم السياسي والمالي والإنساني والعسكري لأوكرانيا، وذلك بغض النظر عن التحولات السياسية في الولايات المتحدة.
وقال في بيان رسمي:
"لوكسمبورغ كانت وستظل داعماً ثابتاً لأوكرانيا. نحن نؤمن بأن السلام لا يمكن تحقيقه إلا من خلال احترام سيادة الدول، وليس من خلال فرض حلول غير عادلة على الطرف المعتدى عليه."
في الوقت الذي تثير فيه مواقف ترامب قلق القيادة الأوكرانية، تسعى كييف إلى تعزيز تحالفاتها داخل القارة الأوروبية، حيث تكثف جهودها الدبلوماسية لضمان استمرار تدفق الدعم العسكري والاقتصادي. وفي هذا السياق، قال الرئيس البولندي دونالد توسك:
"أوكرانيا ليست وحدها، نحن معها، وسوف نستمر في دعمها مهما كانت التحديات."
أما رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون، فقد أكد أن بلاده لن تتراجع عن موقفها الداعم لكييف، قائلاً:
"سويد ستظل حليفاً قوياً لأوكرانيا. المجد لأوكرانيا!"
من جهته، وصف رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو، زيلينسكي بأنه "رمز لصمود أوروبا"، مشيراً إلى أن أوكرانيا ليست وحدها في معركتها ضد العدوان الروسي.
في ظل هذه التطورات، تواجه أوروبا تحدياً كبيراً يتمثل في ضرورة تحديد موقف واضح وموحد بشأن دعم أوكرانيا، خاصة مع احتمالية تغير السياسة الأمريكية بعد الانتخابات الرئاسية المقبلة. وتؤكد مصادر دبلوماسية أن الاتحاد الأوروبي بات يدرك أكثر من أي وقت مضى أنه لا يمكنه الاعتماد بشكل كامل على السياسات الأمريكية، وأنه يجب أن يكون مستعداً لتحمل مسؤولياته بشكل أكبر.
ختاماً، مع استمرار الأزمة الأوكرانية، يبقى الموقف الأوروبي محط أنظار العالم، حيث يترقب الجميع ما ستسفر عنه القمة الأوروبية المقبلة، وما إذا كانت أوروبا قادرة على قيادة الجهود الدبلوماسية والعسكرية لحسم هذا النزاع الذي بات يشكل أحد أكبر التحديات الجيوسياسية في العصر الحديث.
بدأ النقاش حول مستقبل نظام التقاعد في أكتوبر الماضي، لكنه اليوم يدخل مرحلة حساسة مع اقتراب موعد الاجتماع الاستشاري للبرلمان (Chambre des députés) منتصف مارس، حيث من المتوقع أن تحدد هذه المناقشات ملامح الإصلاحات المقبلة.
أمام هذه التحديات، تطرح الحكومة والجهات المعنية عدة خيارات للإصلاح، أبرزها:
رفع سن التقاعد، وهو إجراء يلقى معارضة واسعة من قبل النقابات العمالية، التي ترى أن هذا القرار سيؤثر سلبًا على جودة حياة العمال، خصوصًا أولئك الذين يشغلون وظائف تتطلب مجهودًا بدنيًا شاقًا.
إعادة تقييم قيمة المعاشات التقاعدية، حيث يتم النظر في إمكانية تعديل نسب التعويضات لضمان استدامة النظام، رغم المخاوف من تأثير ذلك على المستوى المعيشي للمتقاعدين.
إصلاحات ضريبية لدعم الصناديق التقاعدية، وهو مقترح يرى فيه البعض حلاً مؤقتًا قد يخفف الضغوط المالية، لكنه لا يعالج المشكلة من جذورها.
وفقًا للتقرير العام للضمان الاجتماعي لعام 2024، بلغ متوسط المعاش التقاعدي في ديسمبر 2023 نحو 2,398.30 يورو شهريًا، وهو يشمل جميع فئات المستفيدين، مثل المتقاعدين التقليديين، والمستفيدين من التقاعد المبكر، ومعاشات العجز، ومعاشات الورثة.
إلا أن قيمة المعاش تختلف بشكل كبير تبعًا لسجل العمل والفترة التي قضاها الشخص في سوق العمل داخل لوكسمبورغ. وتشير البيانات إلى وجود تفاوت واضح بين فئات المتقاعدين:
الموظفون الذين عملوا طوال حياتهم المهنية في لوكسمبورغ تلقوا في عام 2022 متوسط معاش تقاعدي قدره 3,569.99 يورو شهريًا، مع تفاوت بين الجنسين، حيث حصل الرجال في المتوسط على نحو 4,500 يورو، بينما بلغ متوسط معاش النساء أقل من 3,000 يورو.
المتقاعدون ذوو السجل المهني المختلط (الذين عملوا في لوكسمبورغ ودول أخرى)، والمعروفون باسم "المتقاعدين عبر الحدود" (frontaliers)، حصلوا على متوسط معاش تقاعدي بلغ 1,614.50 يورو في عام 2022، حيث يعتمد جزء كبير من دخلهم بعد التقاعد على أنظمة الضمان الاجتماعي في الدول الأخرى التي عملوا فيها سابقًا.
حتى الآن، لم تعلن الحكومة بعد عن موقف رسمي بشأن الإصلاحات المحتملة، لكنها تؤكد أن القرارات النهائية سيتم اتخاذها بناءً على المشاورات التي ستجري خلال اجتماع مارس القادم.
في حين يطالب بعض السياسيين بإجراء إصلاحات جذرية لضمان استدامة النظام لعقود قادمة، يرى آخرون أن تعديلات طفيفة في إدارة الموارد الحالية قد تكون كافية لتجنب اضطرابات كبيرة.
ومع اقتراب موعد الحسم، يبقى السؤال الأبرز: هل ستتبنى لوكسمبورغ تغييرات جوهرية تعيد هيكلة نظام التقاعد بالكامل، أم ستكتفي بإصلاحات تدريجية تحفظ توازنه المالي دون إثارة موجة من الجدل الاجتماعي؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة عن هذا التساؤل.
يتضمن الامتداد الجديد محطتين حديثتين تم تصميمهما لتعزيز الاتصال بالمطار وتسهيل الوصول إلى خدمات النقل الأخرى:
بالإضافة إلى ذلك، تم دمج المحطتين الجديدتين مع شبكة الحافلات العامة، حيث ستتوفر عدة خطوط للحافلات لنقل الركاب من مختلف مناطق البلاد وربطهم بشبكة الترام الجديدة.
أكد وزارة النقل في لوكسمبورغ (Ministère de la Mobilité) في بيان رسمي أن هذه التوسعة ليست سوى جزء من خطة أشمل لتطوير وتحسين وسائل النقل العام في البلاد. ووفقاً للخطة المستقبلية، سيتم توسيع محطة سنينغر بيرغ - هاينهاف لتصبح محطة مركزية للحافلات الإقليمية (RGTR)، مما سيتيح للمسافرين القادمين من الشرق اللوكمسبورغي وألمانيا خيارات تنقل أكثر سلاسة وسرعة.
كما يجري حالياً بحث عدة مشاريع جديدة لتعزيز كفاءة شبكة الترام والحافلات، مع التركيز على تحسين الاتصال بين الأحياء السكنية، المراكز التجارية، والمناطق الصناعية، بهدف تحقيق أكبر قدر من التكامل بين وسائل النقل المختلفة.
مع دخول خط الترام الجديد إلى الخدمة، أصبح مطار فندل الآن رسمياً جزءًا من شبكة النقل العام المجاني في لوكسمبورغ، وهو ما يمثل نقلة نوعية في تسهيل وصول المسافرين إلى المطار بدون أي تكلفة إضافية.
هذا التطور لا يسهم فقط في تقليل الازدحام المروري والحد من انبعاثات الكربون، ولكنه أيضاً يوفر خياراً عملياً ومريحاً لكل من المسافرين والعاملين في المطار والمقيمين في المناطق المجاورة.
يُعَد تشغيل هذا الخط الجديد خطوة أخرى نحو تحقيق رؤية لوكسمبورغ كواحدة من أكثر الدول تقدماً في قطاع النقل العام المستدام في أوروبا. ومن خلال التوسع المستمر لشبكة الترام والحافلات، تُواصل الحكومة التزامها بتقديم حلول مبتكرة تلبي احتياجات المواطنين وتعزز جودة الحياة في البلاد.
ابتداءً من اليوم، يمكن لأي شخص في لوكسمبورغ الوصول إلى المطار بكل سهولة، بسرعة، وبشكل مجاني تماماً—تأكيد جديد على أن لوكسمبورغ لا تزال تتصدر المشهد في مجال المواصلات الذكية والمستدامة.
لطالما كانت سيارات الأجرة الخيار الأساسي للمسافرين المتجهين إلى المطار أو القادمين منه، خاصةً لأولئك الذين يحملون أمتعة كبيرة أو يحتاجون إلى رحلة خاصة دون توقفات إضافية. إلا أن إدخال الترام المجاني، الذي ينقل الركاب مباشرةً إلى صالة المغادرة بالمطار، قد يغير هذه المعادلة، حيث يتوقع العديد من سائقي التاكسي انخفاضًا في عدد زبائنهم وتأثيرًا مباشرًا على دخلهم.
في حين يرى البعض أن الترام سيقلص بشكل كبير من عدد المسافرين الذين يعتمدون على سيارات الأجرة، هناك من يعتقد أن التاكسي سيظل خيارًا لا غنى عنه لفئات معينة من الركاب، مثل:
الأشخاص الذين يحتاجون إلى نقل سريع ومرن إلى وجهات محددة دون التوقف في المحطات العامة.
المسافرين الذين يحملون حقائب كبيرة أو أمتعة متعددة، حيث أن سعة الترام قد لا تناسب احتياجاتهم.
الركاب الذين يصلون خارج أوقات عمل الترام أو يفضلون رحلات خاصة أكثر راحة وسرعة.
من جهته، أوضح باولو ليتاو أن الترام قد يكون خيارًا مثاليًا لفئة معينة من المسافرين، لكنه لا يمكن أن يلبي جميع الاحتياجات، مشددًا على أن سيارات الأجرة لا تزال تلعب دورًا مهمًا في تأمين رحلات مريحة وسريعة خارج مسارات النقل العام التقليدية.
"الترام قد يكون حلاً رائعًا لمن يسافرون بحقائب خفيفة وفي أوقات محددة، لكن بالنسبة لمن يحتاجون إلى مرونة أكبر أو لمن لديهم وجهات غير متصلة مباشرةً بشبكة الترام، سيبقى التاكسي خيارًا لا غنى عنه."
ما يزيد من تعقيد الوضع هو أن قطاع سيارات الأجرة في لوكسمبورغ لم يتعافَ بعد من التحديات السابقة، مثل دخول شركات النقل التشاركي مثل أوبر (Uber) إلى السوق، والتي فرضت نموذجًا جديدًا للمنافسة. ومع ذلك، تمكن العديد من سائقي الأجرة من التكيف مع هذا الوضع، معتبرين أن "أوبر" قدمت نموذجًا يمكن التعامل معه بشكل تنافسي، حيث إن خدماتها لا تزال تتطلب الدفع، ما يبقي نوعًا من التوازن في السوق.
لكن مع الترام المجاني، يرى البعض أن الوضع يختلف تمامًا، إذ أن المسافرين بات لديهم خيار بديل فعال دون أي تكلفة، مما قد يجعل من الصعب على سائقي التاكسي الحفاظ على حصتهم من السوق.
مع بدء تشغيل الترام إلى المطار، يجد سائقي الأجرة أنفسهم أمام تحدي إعادة تعريف دورهم في قطاع النقل. في ظل غياب استراتيجية حكومية واضحة لحماية مصالحهم، يتساءل الكثيرون ما إذا كان ينبغي على السلطات التدخل لتنظيم السوق بشكل أفضل، سواء من خلال تقديم حوافز لسائقي التاكسي، أو فرض إجراءات تكامل بين الترام وسيارات الأجرة لضمان عدم تضرر أي من الأطراف.
وعلى الرغم من أن التأثير الفعلي للترام الجديد لن يكون واضحًا إلا بعد عدة أسابيع من التشغيل، إلا أن بعض السائقين يطالبون الحكومة بإيجاد حلول عاجلة للحفاظ على التوازن بين النقل العام والخاص.
"نحن لا نعارض تطوير وسائل النقل العام، لكن يجب أن يكون هناك خطة متكاملة تحمي جميع العاملين في قطاع النقل، بما في ذلك سائقي سيارات الأجرة. نأمل أن يتم التعامل مع هذا التغيير برؤية استراتيجية تأخذ بعين الاعتبار مصالح الجميع."
مع استمرار التوسع في شبكة الترام، سيكون من الضروري مراقبة تأثير هذا التغيير على حجم الطلب على سيارات الأجرة، وما إذا كان الركاب سيستمرون في استخدام التاكسي كخيار رئيسي، أم أن الترام سيفرض نفسه كبديل لا يمكن منافسته.
الأسابيع القادمة ستكون حاسمة، فإما أن ينجح قطاع سيارات الأجرة في التكيف مع الوضع الجديد، أو أنه سيواجه أزمة غير مسبوقة قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في طريقة عمله داخل لوكسمبورغ.
في السابق، كان الموعد النهائي القانوني لتقديم الإقرارات الضريبية محددًا في 31 مارس، لكن خلال السنوات الأخيرة تم تمديده حتى 31 ديسمبر. ومع ذلك، كان العديد من دافعي الضرائب في لوكسمبورغ يفضلون تقديم إقراراتهم في وقت مبكر من العام. لكن هذا العام، لن يكون ذلك ممكنًا، إذ أن النماذج الضريبية الرسمية لم تُنشر بعد، بسبب التحديثات الجديدة على نظام تقديم الإقرارات.
يرجع هذا التأخير إلى إطلاق النظام الجديد للإقرار الضريبي المعبأ مسبقًا على منصة MyGuichet، حيث ستقوم الإدارة العامة للضرائب المباشرة (ACD) خلال الربع الأول من عام 2025 بجمع بيانات الرواتب والمعاشات التقاعدية بشكل تلقائي من قبل أرباب العمل وصناديق التقاعد، وتسجيلها تلقائيًا في النظام، مما يقلل الحاجة إلى إدخال البيانات يدويًا من قبل دافعي الضرائب.
اعتبارًا من 3 مارس، سيبدأ المواطنون المشمولون بهذا النظام الجديد في تلقي إشعارات رسمية من الإدارة العامة للضرائب المباشرة. وتشمل هذه الفئة:
دافعي الضرائب الذين يعتمد دخلهم فقط على الرواتب أو المعاشات التقاعدية.
الأفراد الذين لا يطالبون بحسومات ضريبية إضافية تتجاوز الحد الأدنى القياسي المدرج في النموذج الضريبي 100 (Modèle 100).
ووفقًا للجهات الرسمية، سيتم منح هؤلاء الأشخاص حتى 28 مارس لاتخاذ قرارهم بشأن الموافقة على الإقرار الضريبي المعبأ مسبقًا أو اختيار تقديم إقرارهم وفقًا للإجراءات التقليدية.
أما بالنسبة للأفراد الذين لم يتلقوا إشعارًا حول الإقرار الضريبي المعبأ مسبقًا، فسيكون بإمكانهم بدء تقديم إقراراتهم اعتبارًا من 7 أبريل، وفقًا للآلية الجديدة المتاحة.
وفي حالة عدم توفر شهادة الرواتب السنوية (fiche de retenue d’impôt) التي يقدمها أرباب العمل لبعض الموظفين، لا يوجد ما يدعو للقلق، إذ أن الموعد النهائي لتقديم الإقرارات الضريبية لا يزال 31 ديسمبر 2025، مما يمنح المواطنين وقتًا كافيًا لتقديم وثائقهم الضريبية دون ضغط زمني.
تأتي هذه الإصلاحات كجزء من خطة الحكومة لتحديث ورقمنة الإجراءات الإدارية في لوكسمبورغ، حيث تهدف هذه التغييرات إلى:
تسريع إجراءات تقديم الإقرارات الضريبية.
تبسيط العملية بحيث يتم تقليل عدد البيانات التي يحتاج دافعو الضرائب إلى إدخالها يدويًا.
تحسين دقة معالجة البيانات الضريبية، مما يقلل من الأخطاء والمخالفات المحتملة.
بالرغم من أن النظام الجديد يعتمد على التشغيل الآلي وتحسين الكفاءة، إلا أن الأفراد الذين يفضلون الطرق التقليدية لتقديم الإقرار الضريبي يمكنهم الاستمرار في ذلك دون أي قيود. فلا يزال بإمكانهم تنزيل النماذج الورقية أو ملء الإقرار عبر الإنترنت وفقًا للإجراءات المعتادة.
يبدو أن الحكومة تسير بخطى متسارعة نحو أتمتة العمليات الضريبية بالكامل، وهو ما قد يؤدي في المستقبل إلى إلغاء الإقرارات الضريبية اليدوية تمامًا، بحيث يصبح كل شيء يتم تلقائيًا عبر أنظمة إلكترونية متصلة ببيانات أرباب العمل والمؤسسات المالية.
لكن حتى ذلك الحين، يبقى نظام 2025 خطوة انتقالية مهمة نحو تحسين كفاءة النظام الضريبي، مع توفير خيارات مرنة لمن يفضلون الطرق التقليدية أو يحتاجون إلى تقديم طلبات خصم ضريبي خاصة.
مع اقتراب الموعد الرسمي لإطلاق النماذج في 7 أبريل، يُنصح دافعو الضرائب بمراجعة حساباتهم على منصة MyGuichet والتأكد من تحديث بياناتهم الضريبية. وبالنسبة لأولئك الذين تشملهم التغييرات الجديدة، سيكون من الضروري اتخاذ قرار بشأن اعتماد الإقرار الضريبي المعبأ مسبقًا أو التمسك بالإجراءات السابقة قبل انتهاء المهلة المحددة لذلك.
تبقى الأيام القادمة حاسمة في تقييم نجاح هذا الإصلاح الضريبي الجديد، وما إذا كان سيحقق الأهداف المعلنة بتسهيل الإجراءات الضريبية للمواطنين، أم أنه سيواجه تحديات تعيق تنفيذه بشكل سلس.
وفقًا لما أعلنه وزير المالية جيل روت (Gilles Roth)، فإن الوالدين الذين لا يندرجون ضمن الفئة الضريبية 1A سيستفيدون من تخفيض ضريبي يصل إلى 922.50 يورو لكل طفل، في خطوة انتقالية حتى يتم تنفيذ إصلاحات ضريبية أوسع نطاقًا في المستقبل القريب.
في التعديلات الضريبية السابقة التي طُبقت منذ خريف العام الماضي، كان أحد الوالدين في حالات الحضانة المشتركة مؤهلًا للانتقال إلى الفئة الضريبية 1A، بينما كان الوالد الآخر يظل في الفئة 1، مع الاستفادة من إعفاء ضريبي يصل إلى 5,400 يورو لكل طفل.
أما الآن، فقد تم إدخال هذا التخفيض الجديد كمكافأة مالية إضافية لضمان توزيع أكثر عدالة للأعباء الضريبية بين الأبوين. ومع ذلك، تعتبر هذه الخطوة مؤقتة، حيث تسعى الحكومة إلى تنفيذ إصلاحات ضريبية أوسع بحلول نهاية الدورة التشريعية الحالية.
وفي هذا السياق، أوضح وزير المالية جيل روت أن المسودة الأولية للإصلاحات الضريبية المرتقبة سيتم تقديمها خلال العام الجاري، لكنها لم تُبلور بعد في شكل مشروع قانون رسمي.
من جهتها، أكدت ديان أدهِم (Diane Adehm)، رئيسة لجنة المالية في البرلمان، أن هذه التخفيضات الضريبية الجديدة ستُطبق وفقًا لآلية تدريجية بحيث تستفيد منها الأسر ذات الدخل السنوي الأقل من 76,000 يورو بشكل أكبر، وهو ما يعكس حرص الحكومة على تقديم دعم مباشر للأسر التي تواجه صعوبات مالية بعد الانفصال.
كما أشارت أدهِم إلى أن الآباء الذين يتشاركون الحضانة سيكون لهم حرية اختيار الفئة الضريبية التي تناسبهم، حيث يمكنهم التنقل سنويًا بين الفئة 1 والفئة 1A، وفقًا لما يتماشى مع وضعهم المالي واحتياجاتهم.
وفي حالة وجود طفلين في الحضانة المشتركة، سيكون من الممكن أن يُسجل كل والد أحد الأطفال في ملفه الضريبي للاستفادة من التخفيضات المقررة.
حتى الآن، لم يُحدد تاريخ دقيق لبدء تطبيق هذا التخفيض الضريبي الجديد. ومع ذلك، صرّحت ديان أدهِم أن الهدف هو أن يدخل القرار حيّز التنفيذ خلال هذا العام.
لكن تبقى هناك تساؤلات قانونية وفنية حول ما إذا كان من الممكن تطبيق هذا الإجراء بأثر رجعي اعتبارًا من 1 يناير 2025، وهو ما سيعتمد على سير الإجراءات التشريعية في البرلمان.
في إطار المناقشات البرلمانية حول الإصلاحات الضريبية، اقترح النائب سام تانسن (Sam Tanson)، من حزب الخضر، تعديلًا يقضي بمنح كلا الوالدين إمكانية الانضمام إلى الفئة الضريبية 1A، ما كان سيؤدي إلى مزيد من التخفيضات الضريبية لكل منهما.
إلا أن وزير المالية جيل روت رفض هذا الاقتراح، معتبرًا أنه يمثل امتيازًا ماليًا غير متوازن قد يضر ببنية النظام الضريبي، مما دفع اللجنة البرلمانية إلى تعليق هذا المقترح.
ورغم ذلك، أكدت ديان أدهِم أن القرار الحالي وإن كان لا يحقق المساواة التامة بين الوالدين، إلا أنه خطوة إيجابية نحو تحقيق عدالة مالية أكبر بين الأبوين المنفصلين.
وفقًا لما أعلنته "صندوق مستقبل الأطفال" (Caisse pour l’avenir des enfants)، فإن عدد الأسر التي تستفيد حاليًا من تقسيم الإعانات المالية للأطفال بين الوالدين بعد الطلاق لا يزال محدودًا، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حوالي 100 عائلة فقط في لوكسمبورغ قامت بتفعيل هذا الخيار حتى الآن.
وفي أغلب الحالات، يتم الاتفاق على كيفية توزيع هذه الإعانات بين الوالدين ضمن إجراءات الطلاق الرسمية، مما يترك تأثير هذه التعديلات الضريبية قابلًا للتفاوت من حالة إلى أخرى.
يمثل هذا التعديل الجديد جزءًا من خطة أكبر تسعى الحكومة لتنفيذها من أجل إصلاح النظام الضريبي بالكامل، بحيث يتم إعادة هيكلة الإعفاءات والمزايا المالية الممنوحة للأسر وفق معايير أكثر عدالة وشفافية.
يعد هذا التخفيض الضريبي الجديد خطوة أولى في مسار طويل من الإصلاحات الضريبية التي تهدف إلى تعزيز العدالة الاجتماعية في لوكسمبورغ، لكن مدى نجاحه وتأثيره الحقيقي على الأسر سيعتمد على طريقة تطبيقه ومدى تكامله مع الإصلاحات الأخرى التي تخطط لها الحكومة.
ويبقى السؤال مفتوحًا حول ما إذا كانت هذه التعديلات ستُحدث تغييرًا ملموسًا في أوضاع الأسر ذات الحضانة المشتركة، أم أنها مجرد إجراء انتقالي بانتظار إصلاحات أكثر شمولًا في المستقبل القريب.
وتأتي هذه الخلافات في ظل التوجه الجديد للحكومة اللوكسمبورغية التي وضعت تقليل عدد طالبي اللجوء على رأس أولوياتها، مع تشديد إجراءات فحص الطلبات وتقييد منح الإقامات للمهاجرين.
طالب حزب LSAP في اجتماع لجنة الشؤون الداخلية بالبرلمان بإنشاء لجنة خاصة للنظر في الحالات الاستثنائية وتنظيم عملية اللجوء وفق معايير أكثر شفافية وإنسانية.
إلا أن وزير الداخلية ليون غلودن رفض هذا المقترح بشدة، معتبرًا أن النظام الحالي يعمل بكفاءة، ولا يحتاج إلى أي تغييرات جذرية، مشيرًا إلى أن الإجراءات القائمة تكفي لمراجعة الملفات واتخاذ القرارات العادلة بشأنها.
منذ وصول الحكومة الجديدة إلى السلطة، شهدت سياسات الهجرة في لوكسمبورغ تحولًا واضحًا، حيث تسعى السلطات إلى تقليل أعداد اللاجئين المقبولين، مع مراجعة صارمة لطلبات اللجوء، مما يعكس توجهًا عامًا نحو إغلاق الأبواب أمام تدفقات جديدة من المهاجرين.
وأكد ليون غلودن في تصريحاته أن الحكومة لا تنوي فتح مزيد من المسارات القانونية للهجرة، ولا تعتزم تسهيل إجراءات منح الإقامة لطالبي اللجوء، موضحًا أن السياسة الجديدة تعتمد على تعزيز الضوابط وتقليل استثناءات قبول اللاجئين.
في معرض دفاعه عن السياسات الحالية، شدد وزير الداخلية على أن الحكومة تعمل بتنسيق وثيق مع المنظمات غير الحكومية المتخصصة في دعم اللاجئين والمهاجرين، مشيرًا إلى تعاون الحكومة مع منظمات مثل:
CLAE (اللجنة التنسيقية لجمعيات الجاليات الأجنبية).
HUT (مساعدة المهاجرين في الحالات الصعبة).
ASTI (جمعية دعم العمال المهاجرين).
من جانبها، حذرت النائبة ليز براز من أن الإجراءات المشددة ضد المهاجرين قد تؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني، خاصة أن العديد من اللاجئين يقيمون في لوكسمبورغ لسنوات طويلة، ويلتحق أطفالهم بالمدارس، ويعملون في قطاعات مختلفة، ثم يجدون أنفسهم مضطرين إلى مغادرة البلاد بسبب القوانين المتشددة.
وتساءلت عما إذا كان من الممكن استغلال هذه الطاقات من خلال إدماجهم في سوق العمل بدلاً من ترحيلهم، حتى لو لم يتم قبول طلبات لجوئهم.
رغم هذه التحذيرات، أكد وزير الداخلية ليون غلودن أن الحكومة لن تُجري أي تعديلات قانونية في هذا المجال، مشددًا على أن القوانين الحالية كافية ولا تتطلب أي تغييرات.
في ظل هذا الموقف المتشدد، يبدو أن لوكسمبورغ تتجه نحو مزيد من التشديد في سياسات الهجرة، على الأقل خلال المدى القصير. ومع ذلك، تبقى تساؤلات قائمة حول ما إذا كانت هذه السياسات ستظل ثابتة في ظل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية التي قد تفرض نفسها على الساحة، لا سيما مع الحاجة المتزايدة للأيدي العاملة.
فهل ستتمسك الحكومة بنهجها المتشدد، أم أن الضغوط المحلية والدولية ستدفعها نحو إعادة النظر في سياستها تجاه اللاجئين والمهاجرين؟ الأيام المقبلة ستكشف عن مدى استمرارية هذه الإجراءات ومدى تأثيرها على مستقبل المهاجرين في لوكسمبورغ.