يأتي تدشين هذه المنصة في وقت حساس، حيث شهد العديد من الأسر خلال شهر فبراير، بالتزامن مع صدور أولى فواتير الكهرباء لعام 2025، ارتفاعًا غير متوقع في تكاليف الاستهلاك، وخصوصًا لدى مستخدمي السيارات الكهربائية أو المضخات الحرارية. وقد سلط ذلك الضوء على ضرورة إعادة النظر في أنماط استهلاك الطاقة، لا سيما في ظل نظام جديد لحساب تكاليف استخدام الشبكة.
تم تصميم منصة "لينيدا" بهدف تعزيز الشفافية في استهلاك الطاقة. وبفضل هذه المنصة، أصبح بإمكان المستهلكين، بعد التسجيل، الوصول إلى كافة البيانات المتعلقة باستهلاكهم للطاقة، سواء كانت كهرباء أو غاز، بغض النظر عن الشركة المزوّدة بالخدمة.
ومن المرتقب في مراحل لاحقة أن تُضاف بيانات استهلاك الماء والتدفئة إلى المنصة، مما يجعل من "لينيدا" أداة شاملة للتحكم وإدارة الاستهلاك الفردي بشكل فعّال.
قال الوزير لوك دلس (Lex Delles):
"عبر موقع Energieauer.lu، يمكن لأي مواطن في أي وقت الاطلاع على كمية الكهرباء المنتجة داخل لوكسمبورغ وكمية الكهرباء المستوردة من الخارج. كما أن معلومات مشابهة متاحة بخصوص الغاز. لكن مشروع 'لينيدا' يتجاوز ذلك، إذ يمنح كل مستهلك حسابًا طاقويًا شخصيًا يُظهر بدقة في فواصل زمنية من 15 دقيقة كمية الكهرباء أو الغاز المستهلكة، ويقارنها بالقيمة المرجعية المحددة في العقد. هذه الشفافية هي بالضبط ما يحتاجه المستهلك."
تمكّن هذه المنصة المستهلك من التحقق مما إذا كان قد تجاوز الحد المسموح به للاستهلاك، خصوصًا عند شحن السيارة الكهربائية. فمثل هذا التجاوز يؤدي إلى ارتفاع الفاتورة الشهرية من خلال رسوم استخدام الشبكة.
حاليًا، تتوفر منصة لينيدا عبر الإنترنت على الرابط: www.leneda.eu، في حين أن النسخة الخاصة بالهواتف المحمولة قيد الإعداد ومن المنتظر إطلاقها قريبًا.
ويُعد إطلاق هذه المنصة خطوة استراتيجية نحو تعزيز الكفاءة في استهلاك الطاقة، وتمكين الأفراد من مراقبة استهلاكهم، وتحقيق قدر أكبر من الشفافية في سوق الطاقة في لوكسمبورغ.
خلال جلسة المحاكمة، صرّحت رئيسة المحكمة بسخرية:
«جميع الوثائق التي استلمناها من المتهمين حتى الآن، كانت مزورة.»
المتهمان في هذه القضية هما دانييل (Danijel) وكاتارينا (Katarina)، وهما زوجان كانا يعيشان معاً وقت وقوع الجريمة، إلا أنهما الآن منفصلان. ومع ذلك، لم يحضر أي منهما جلسة المحكمة. فقد أفاد ممثل الادعاء أن:
«امرأة قدمت نفسها على أنها كاتارينا اتصلت هذا الصباح لتبلغنا بأنها لن تتمكن من حضور الجلسة بسبب مرضها، وأنها حالياً في كرواتيا.»
أما دانييل، فقد تم تمثيله في الجلسة من قبل محاميته دون حضوره الشخصي.
بحسب ما ورد في مستندات المحكمة، فإن الزوجين قاما عام 2020 بتقديم ثلاث كشوفات رواتب مزيفة وإيصالات تحويل بنكي مزورة من أجل إثبات أهليتهما لاستئجار شقة سكنية. لكن صاحب العقار لم يتلقّ أي دفعات، وعند مراجعته للبنك، تبيّن له أن المستندات المستخدمة كانت مزورة.
وأكد الادعاء في مذكرته أن:
«المستندات المزورة كانت بدائية للغاية، وكان من السهل تمييزها عن المستندات الأصلية، إذ لم يتطابق أي شيء مع النسخ الحقيقية.»
اللافت في الأمر أن دانييل كان يعمل سابقاً في البنك ذاته، وتم طرده بسبب استخدام مستندات مزورة. وهو ما اعتبره الادعاء أمراً مستغرباً، إذ كان من المتوقع أن يكون أكثر براعة في التزوير نظراً لخلفيته المهنية.
بالإضافة إلى التهم المتعلقة بالتزوير، يتهم دانييل وكاتارينا باقتراض مبلغ 13,600 يورو من زوجين يقيمان في لوكسمبورغ دون أي لقاء مباشر، إذ تمت جميع المحادثات عبر البريد الإلكتروني وتطبيق واتساب. ومن المبلغ الكامل، لم يتم تسديد سوى 500 يورو فقط للضحايا.
في دفاعه عن موكله، زعم محامي دانييل أن المسؤولية الكاملة تقع على عاتق زوجته السابقة، وأن دانييل لم يكن على علم بالقرض ولم يتواصل أبداً مع الزوجين المتضررين. وقال في مرافعته:
«لا يمكن معرفة من يكون خلف شاشة الحاسوب.»
لكن ممثل الادعاء رفض هذه الحجة، واعتبرها خالياً تماماً من المصداقية، مطالباً بالحكم على كلا المتهمين بعقوبة سجن لمدة 24 شهراً مع وقف التنفيذ بشروط خاصة، بالإضافة إلى إلزامهما بإعادة المبلغ الكامل للضحايا.
ومن المنتظر أن يصدر الحكم النهائي في هذه القضية خلال الأسابيع المقبلة، وسط متابعة دقيقة من قبل المهتمين بالشأن القضائي وسوق الإيجارات السكنية في لوكسمبورغ.
وفقًا للمادة 111 من قانون ضريبة الدخل، يمكن خصم الأقساط المتعلقة بالعقود التأمينية المبرمة مع شركات مرخصة في لوكسمبورغ أو في إحدى دول الاتحاد الأوروبي، وتشمل ما يلي:
تأمين الحياة (Assurance-vie): بشرط أن تكون مدة العقد لا تقل عن 10 سنوات.
التأمين ضد المسؤولية المدنية (Responsabilité civile): يشمل فقط جزء المسؤولية المدنية من تأمين السيارات أو تأمين السكن.
تأمين الحوادث أو العجز أو المرض: إذا تم دفع الأقساط إلى صناديق أو هيئات تأمين صحية معترف بها.
ملاحظة: لا تُعتبر التأمينات التي تغطي الأضرار المادية، مثل السرقة أو الحريق أو كسر الزجاج أو التأمين الشامل، قابلة للخصم الضريبي.
يرتبط هذا التأمين غالبًا بالقروض العقارية، ويمكن سداده بطريقتين:
دفعات دورية: تخضع للحد الأقصى المعتاد المنصوص عليه في المادة 111 من LIR.
دفعة واحدة: في حالة شراء سكن رئيسي وسداد القسط دفعة واحدة، يمكن رفع سقف الخصم الضريبي بشكل استثنائي.
تُقبل عقود التأمين التقاعدي للخصم الضريبي بشرط:
أن تكون مدة العقد 10 سنوات على الأقل.
أن تنتهي مدة العقد بين سن 60 و75 عامًا.
عدم السماح باسترداد المبلغ قبل الأجل (إلا في حالات استثنائية كالإصابة بمرض خطير أو العجز الدائم).
المادة 111 من LIR:حد أقصى قدره 672 يورو سنويًا لكل شخص خاضع للضريبة في الأسرة.
تأمين Solde Restant Dû بدفعة واحدة:6,000 يورو للفرد دون أطفال تحت سن الثلاثين.زيادة 480 يورو سنويًا لمن تتراوح أعمارهم بين 31 و49 عامًا.حتى 15,600 يورو للأشخاص بعمر 50 عامًا أو أكثر.في حال تأمين كلا الزوجين، يمكن مضاعفة الحدود القصوى.أما الزيادة الخاصة بالأطفال (1,200 يورو لكل طفل) فهي تُمنح لأحد الوالدين فقط.
تأمين التقاعد (Prévoyance-vieillesse):حتى 3,200 يورو سنويًا لكل فرد، دون النظر إلى العمر.
ملء الإقرار الضريبي:النموذج 100F، القسم B.b (الصفحة 14) لأقساط التأمين حسب المادة 111 LIR وتأمين Solde Restant Dû.الصفحة 15، القسم D للمصاريف الخاصة مثل Prévoyance-vieillesse.
الالتزام بالمواعيد النهائية:الموعد النهائي لتقديم الطلبات هو 31 ديسمبر من كل عام.
إرفاق الشهادات الرسمية:يجب إلحاق الشهادات من شركات التأمين بالملف الضريبي.
يمكن تقديم الإقرار الضريبي بالبريد التقليدي أو عبر منصة MyGuichet.lu الإلكترونية.
تُقدِّم بعض شركات التأمين، مثل Foyer، أدوات إلكترونية مثل myTax من Vireo، التي تتيح للعملاء إعداد وتقديم إقراراتهم الضريبية إلكترونيًا ضمن مساحتهم الشخصية، مع إمكانية تحسين وضعهم الضريبي.
يمثل هذا النظام فرصة ثمينة لتحويل أقساط التأمين إلى أداة فعالة لتقليل الضرائب وتحسين التخطيط المالي الشخصي. للمزيد من المعلومات، يُنصح بالرجوع إلى قانون ضريبة الدخل في لوكسمبورغ (نسخة 2025)، أو استشارة خبير ضرائب معتمد.
روابط مفيدة:
معلومات عن الخصومات الضريبية على التأمينات
بحسب ما أوضحته غرفة الموظفين (Chambre des salariés) في بيان صدر في مارس 2025، فإن هذه المنحة مخصصة لمن تقل أعمارهم عن 30 عامًا، شريطة أن يكون هذا العمل هو عقدهم الدائم الأول (CDI) في لوكسمبورغ، أو في شركة أجنبية تملك فرعًا أو مقرًا دائمًا في لوكسمبورغ.
وهذا يعني أن الشاب الذي استفاد من هذه المنحة ثم غيّر وظيفته لاحقًا لن يكون مؤهلاً للحصول عليها مرة أخرى.
تُمنح "منحة الشباب العاملين" اختياريًا، أي أنها غير إلزامية وتعتمد على قرار صاحب العمل. وإذا قرر ربّ العمل منحها، فإن الموظف الشاب يخضع للضريبة فقط على 25% من قيمتها، بينما يُعفى الباقي من الضرائب.
وبما أن صرف المنحة يتم من قبل جهة العمل، فإن مسؤولية التأكد من استحقاق الموظف لها تقع على عاتق صاحب العمل.
حدّدت الحكومة الحد الأقصى للمنحة بمبلغ 5,000 يورو. وعلى سبيل المثال، إذا كان دخل الموظف السنوي أقل من 50,000 يورو، فإن مبلغ 1,250 يورو فقط من المنحة سيكون خاضعًا للضريبة، في حين أن 3,750 يورو تُمنح له صافية دون اقتطاعات.
أما في حال العمل بدوام جزئي، فإن قيمة المنحة تُحسب بشكل نسبي حسب نسبة الدوام.
5,000 يورو: لمن يبلغ دخله السنوي الإجمالي 50,000 يورو أو أقل.
3,750 يورو: لمن يتراوح دخله السنوي بين 50,001 و75,000 يورو.
2,500 يورو: لمن يتراوح دخله السنوي بين 75,001 و100,000 يورو.
مع تنفيذ هذا الإجراء، تكون الحكومة في لوكسمبورغ قد خطت خطوة جديدة نحو تعزيز فرص التوظيف المستدامة للشباب وتحفيزهم على الاستقرار المهني داخل البلاد. وعلى الرغم من أن القرار النهائي بشأن منح المنحة يعود إلى صاحب العمل، فإن فوائدها المالية تمثل فرصة حقيقية لتحسين دخل الشباب وتعزيز ثقتهم بسوق العمل المحلي.
وخلال الحوار الذي خُصص لموضوع إعادة التسلّح الأوروبي، شدّد فريدن على أن الدول الأوروبية لا تسعى إلى إشعال الحروب، بل تهدف إلى إعادة ترسيخ مكانة أوروبا كرمز للسلام والازدهار. وأوضح أن المرحلة الجيوسياسية الحالية تتطلب تفكيرًا أوروبيًا موحّدًا، مصحوبًا بسوق دفاعية داخلية قوية تضمن جاهزية القارة في وجه التهديدات المحتملة.
وقال فريدن:
«نحن الأوروبيون ملزمون بضمان أن تظل أوروبا آمنة بعد نهاية الحرب في أوكرانيا، والتي نأمل في أن تنتهي قريبًا. ولا يمكن تحقيق هذه السلامة إلا من خلال وسائل عسكرية حقيقية تضمن الردع والدفاع.»
وفي معرض حديثه عن التهديدات الأمنية المتزايدة، أشار رئيس الوزراء إلى أن روسيا قد هاجمت مرارًا وتكرارًا دولًا ومناطق خلال السنوات الأخيرة، ما يشكّل تهديدًا مستمرًا للأمن الأوروبي. ودعا إلى تعزيز الجبهة الشرقية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بشكل جماعي، لضمان توفير ردع فعّال أمام أي تحرّكات عدائية مستقبلية.
كما أكد فريدن على أهمية العلاقات القوية عبر الأطلسي مع الولايات المتحدة الأمريكية، معبّرًا عن ثقته في استمرار هذا التعاون الاستراتيجي. ومع ذلك، اعتبر أن من الضروري أن تضع أوروبا نصب أعينها هدفًا بعيد المدى يتمثّل في تشكيل جيش أوروبي موحّد، وهو ما من شأنه أن يعزّز الاستقلالية الدفاعية للاتحاد الأوروبي على المدى الطويل.
تأتي تصريحات فريدن في وقت يشهد تصاعدًا في المخاوف بشأن أمن القارة الأوروبية، لا سيما في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا وتزايد الضغوط الجيوسياسية الناتجة عن التوتر مع موسكو. ويبدو أن مسألة الأمن والدفاع لم تعد مسألة نظرية أو بعيدة، بل تحوّلت إلى أولوية قصوى على أجندة الزعماء الأوروبيين.
تصريحات رئيس الوزراء تعكس تحوّلًا ملحوظًا في الخطاب السياسي الأوروبي نحو تبنّي خيارات أمنية أكثر حزمًا، في إطار سعي القارة إلى حماية مكتسباتها التاريخية في السلم والازدهار.
رغم تنوع المداخلات وتباين الآراء الحزبية خلال هذا اليوم الطويل، أكدت الوزيرة بشكل قاطع أن:
«الحكومة لا تنوي تعديل السن القانوني للتقاعد، الذي سيظل محددًا بـ 65 عامًا. كما أن معاشات المتقاعدين الحاليين ستبقى محفوظة.»
لكن، وبرغم هذا التأكيد، تشير آخر التقديرات الصادرة عن مفتشية الضمان الاجتماعي (IGSS) إلى احتمال دخول نظام التقاعد في عجز مالي بدءًا من عام 2026، في ظل عدم كفاية مساهمات العاملين الحاليين لتغطية التكاليف المتزايدة.
تملك لوكسمبورغ حاليًا احتياطيًا تقاعديًا يُقدّر بـ 27 مليار يورو، وهو مخصص لضمان الاستقرار في أوقات الأزمات. إلا أن استمرار الوضع على حاله قد يؤدي تدريجيًا إلى استنزاف هذا الصندوق. ولهذا السبب، أجمعت مختلف الأطياف السياسية – سواء من الحكومة أو المعارضة – على نقطة واحدة:
«عدم اتخاذ أي إجراء ليس خيارًا.»
رغم عدم اتخاذ قرارات بعد، إلا أن الخيارات المتاحة باتت واضحة إلى حد كبير، وتشمل:
خفض الإنفاق، من خلال مراجعة قيمة أو شروط الاستفادة من التقاعد.
زيادة الإيرادات، عبر رفع نسب الاشتراكات أو فرض ضرائب إضافية.
تمديد سنوات العمل، إما عبر الحوافز أو من خلال إلزام الأفراد بتأخير تقاعدهم.
ورغم الضغوط المتزايدة من بعض الأطراف السياسية لاتخاذ موقف حاسم، شددت الوزيرة مارتين دوبريه (Martine Deprez) على أن المرحلة الحالية هي مرحلة استماع وجمع للآراء، بهدف التوصل إلى حلول شاملة بالتشاور مع الخبراء والشركاء الاجتماعيين. ومن المقرر عقد ثلاث طاولات مستديرة إضافية حتى نهاية أبريل لمواصلة النقاش الفني.
مع الارتفاع المستمر في أعداد المتقاعدين والتحديات المتزايدة التي تواجه الموارد المالية لنظام الحماية الاجتماعية، يُتوقع أن يكون لهذا الحوار الوطني تأثير عميق على مستقبل التقاعد في لوكسمبورغ. فالقرارات التي ستُتخذ في الأشهر القادمة لن تطال الجيل الحالي فقط، بل سترسم ملامح مصير أجيال المتقاعدين لعقود مقبلة.
وقد نُشرت هذه الدراسة بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على التمييز العنصري الذي يُصادف 21 مارس، وهي تُعد أول دراسة تجريبية من نوعها، أُنجزت بالتعاون مع جامعة لوكسمبورغ، جامعة كامبريدج (University of Cambridge)، وجامعة الاقتصاد والأعمال في فيينا (Vienna University of Economics and Business).
في هذه الدراسة، طُلِب من المشاركين تقييم عدد من العقارات بناءً على الأسعار الفعلية في السوق العقارية في لوكسمبورغ. وأظهرت النتائج أن الإعلانات التي تحمل أسماء بائعين بأصول إفريقية قد حظيت بتقييمات تقل بنسبة تتراوح بين 3 و4٪ عن السعر الحقيقي، ما يعني خسارة مالية تُقدَّر في المتوسط بنحو 20 ألف يورو لكل عملية بيع.
قالت الدكتورة جورجيا منتا (Dr. Giorgia Menta)، الباحثة في معهد LISER والمشاركة في إعداد الدراسة:
"هذا النوع من التمييز غالبًا ما يكون متجذرًا في الأعماق الخفية لعقل الفرد. فالتحيّزات اللاواعية قد تؤثر بشكل كبير على تراكم الثروة لدى الأقليات. عندما يتلقى المالك عروضًا مالية منخفضة دون أن يدرك السبب، فإن فجوة التفاوت في الثروة تتسع، ما يؤدي إلى عواقب اقتصادية طويلة الأمد."
من النقاط اللافتة في الدراسة، أن التمييز كان أكثر وضوحًا بين المشاركين الأكبر سنًا والأقل تعليمًا، وذلك بغض النظر عن موقفهم من قضايا الهجرة. ويرى الباحثون أن هذا يشير إلى نوع من التمييز الإحصائي (Statistical Discrimination)، حيث تُبنى الأحكام بشكل غير واعٍ على تصورات نمطية وأفكار مسبقة، بدلاً من تقييم الحقائق الفردية الواقعية.
تشكل هذه النتائج جرس إنذار للجهات المسؤولة عن صياغة السياسات في مجالات العدالة الاجتماعية، الاقتصاد، وسوق الإسكان في لوكسمبورغ. ويمكن لهذا النوع من الأبحاث أن يكون حجر الأساس لتطوير سياسات فعالة تحد من التمييز غير المرئي وتُسهم في تقليص الفوارق الاجتماعية والعرقية.
ولا تقتصر أهمية هذه النتائج على كشف السلوكيات التمييزية، بل تؤكد أن حتى المجتمعات الأوروبية المتقدمة ليست بمنأى عن التحيزات العرقية التي قد تكون متجذرة داخل الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية، ما يستدعي جهودًا مستمرة للرصد والمعالجة والإصلاح.
وخلال مداخلتها في البرلمان، أكدت وزيرة الزراعة مارتين هانسن (Martine Hansen) على أهمية التشاور البرلماني في هذه المرحلة التمهيدية، مشيرةً إلى أن البرلمان، بصفته المؤسسة التشريعية الأولى، يجب أن يكون أول من يُستشار في جمع الأفكار وتوجيه الحوار.
وفي موازاة ذلك، أجرت الحكومة مشاورات واسعة مع أصحاب المصلحة في القطاع الغذائي، من بينهم الغرف المهنية، المنتجون الزراعيون، كونفدرالية المهن الغذائية (Confédération des métiers de bouche)، اتحاد حماية المستهلك (ULC)، المؤسسات التعليمية والحركة البيئية (Mouvement écologique). كما تشارك وزارات الزراعة والصحة والتعليم والبيئة في إعداد الخطة الجديدة.
استنادًا إلى استبيان وطني نفذه معهد TNS-Ilres شمل مستهلكين ومنتجين، تم تحديد ست أولويات أساسية للخطة:
تعزيز التغذية الصحية
زيادة العرض من المنتجات المحلية
الترويج لاستهلاك المنتجات الموسمية
ضمان الأمن الغذائي
مكافحة هدر الطعام
تحقيق التوازن بين أسعار المنتجات ودخل المزارعين
وأكدت الوزيرة:
«نطمح إلى نظام غذائي آمن وصحي يقوم على الزراعة المحلية المستدامة والمقاومة للتحديات المستقبلية.»
ورغم أن المناخ العام للنقاش كان إيجابيًا، إلا أن بعض النواب أبدوا انزعاجهم من غياب الإجراءات التنفيذية الملموسة، معتبرين أن تقديم اقتراحات عملية كان سيساعدهم في تبني مواقف سياسية أوضح.
قال لوك إمرينغ (Luc Emering)، نائب عن الحزب الديمقراطي (DP):
«نحن بحاجة إلى ملصقات غذائية واضحة وسهلة القراءة على العبوات. كما يجب تعزيز الصلة بين المنتج والمستهلك في الأسواق المحلية، وجعل مهنة الزراعة أكثر جاذبية للشباب.»
أما كلير ديلكور (Claire Delcourt) من الحزب الاشتراكي (LSAP) فقد دعت إلى إصلاح جذري في النظام الغذائي، مشيرةً إلى الاستراتيجية الأوروبية "من المزرعة إلى المائدة (Farm to Fork)"، وشددت مع عدد من النواب على أهمية حماية التنوع البيولوجي ومواجهة تغير المناخ.
من جهتها، قالت جويل ولفرينغ (Joëlle Welfring) من حزب الخضر (déi Gréng):
«ينبغي أن تحتل حماية البيئة صدارة استراتيجية التغذية المستقبلية، لأن العادات الغذائية تؤثر ليس فقط على صحة الإنسان، بل أيضًا على جودة الهواء والتربة والمياه.»
في مداخلة أخرى، اقترحت ألكسندرا شوس (Alexandra Schooss) من حزب ADR إنشاء نظام وطني للرقابة الغذائية (nutri-vigilance) مشابه لما هو معتمد في الدول المجاورة، وقالت:
«هذا النظام يجب أن يشمل مراقبة استهلاك المكملات الغذائية، والأطعمة المدعّمة، والمشروبات المنشطة، وغيرها من المنتجات المشابهة.»
كما طالب ديفيد فاغنر (David Wagner) من حزب اليسار (déi Lénk) بـ:
إنهاء الاتفاقيات التجارية الحرة التي تُلحق ضررًا اجتماعيًا وبيئيًا
تخطيط ديمقراطي للسياسات الغذائية بمشاركة جميع الفاعلين
توفير وجبات مجانية لجميع التلاميذ في المدارس الابتدائية والثانوية
رغم تنوع المواقف، كان هناك إجماع ضمني على الحاجة الملحة لإجراء تغيير عميق في سياسات الغذاء والزراعة، بهدف بناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة وصحة لجميع سكان لوكسمبورغ.
وتُعد هذه المشاورات بداية لمسار طويل من الإصلاحات التي من شأنها أن تعيد تشكيل العلاقة بين المواطن وغذائه، بين الإنتاج المحلي والاستهلاك المسؤول، وبين السياسات البيئية والعدالة الاجتماعية.
البهاق هو مرض مناعي ذاتي يقوم فيه جهاز المناعة بمهاجمة خلايا الميلانين المسؤولة عن إنتاج صبغة الجلد، ما يؤدي إلى ظهور بقع بيضاء غير منتظمة على الجلد، قد تنتشر في مختلف أنحاء الجسم. ويُقدَّر أن المرض يصيب ما بين 0.1% إلى 2% من سكان العالم، وقد يظهر في أي مرحلة عمرية، سواء في الطفولة أو سن الرشد.
ورغم التطورات العلاجية الحديثة، لا يزال يُنظر إلى البهاق من قِبل الكثيرين كمجرد "عيب خارجي"، مما يُفاقم العزلة الاجتماعية التي يعاني منها المصابون.
من أبرز التحديات التي يواجهها المرضى هو التشخيص المتأخر. ووفقًا لإحصاءات شركة Incyte، يستغرق تشخيص البهاق في المتوسط سنتين ونصف، وغالبًا ما يُبلَّغ المرضى بعدم وجود علاج فعال. هذا التأخير يدفع نحو 65% من المرضى إلى التخلّي عن السعي للحصول على علاج.
تروي آنا كوتينيو دا فراگا (Ana Coutinho Da Fraga)، والدة فتاة تبلغ من العمر 11 عامًا مصابة بالبهاق، تفاصيل اللحظات الأولى لاكتشاف المرض:
"كانت تبلغ من العمر خمس سنوات فقط، ولاحظت أثناء مشيها أن بعض شعرها أصبح رماديًا. شعرت بالقلق، وبدأت البحث عبر الإنترنت، ثم قررت زيارة طبيب الأطفال، الذي أرسلنا إلى طبيب الجلد. وبعد الفحص، تبيّن أنها مصابة بالبهاق. ولأنها كانت تتعرض للسقوط كثيرًا، ظهرت عندها بقع بيضاء في عدة مواضع من جسدها."
بحسب الدكتور تياغو فرنانديز (Dr. Tiago Fernandes)، أخصائي الأمراض الجلدية:
"نعم، البهاق يمكن أن يكون وراثيًا. فوفقًا للدراسات، 20% من الحالات تعود إلى أسباب وراثية."وفي حالة الطفلة المذكورة، تبين أن المرض كان موجودًا لدى أفراد من جهة الأب.
رغم غياب علاج نهائي حتى الآن، إلا أن هناك علاجات تهدف إلى إعادة التصبغ أو كبح تطور المرض. من أبرز هذه الأساليب العلاجية، مثبطات مسار JAK-STAT التي تساعد في تنظيم الاستجابة المناعية ومنع تدمير الخلايا الميلانينية. ويأمل الأطباء في توفر علاجات أكثر فعالية خلال السنوات المقبلة.
في محاولة لرفع مستوى الوعي العام، أُقيمت يوم الخميس في مدينة لوكسمبورغ حملة بعنوان "معرفة البهاق"، حيث تم تثبيت مجسمات بحجم الإنسان تمثل أشخاصًا مصابين بالبهاق في أماكن مختلفة من المدينة، لجذب الأنظار وإثارة الحوار المجتمعي حول هذا المرض.
عدد من الشخصيات العالمية ساهمت في تسليط الضوء على البهاق:
مايكل جاكسون (Michael Jackson)، أسطورة موسيقى البوب، الذي تغيّر لون بشرته تدريجيًا بسبب المرض، وحاول عبر مستحضرات التجميل الحفاظ على لون موحّد لبشرته.
ويني هارلو (Winnie Harlow)، العارضة الكندية الشهيرة، التي تحوّلت إلى رمز لقبول الاختلاف، بعد ظهورها في مسابقات وعروض أزياء عالمية، معلنة فخرها بالبهاق.
لي توماس (Lee Thomas)، الصحفي الأمريكي، الذي وثّق تجربته الشخصية مع المرض في كتاب Turning White، وأصبح من أبرز المدافعين عن الوعي بالبهاق في الإعلام الأمريكي.
البهاق ليس مجرد حالة جلدية، بل هو قضية إنسانية واجتماعية تتطلب فهمًا وتعاطفًا أعمق. أولى خطوات العلاج تبدأ بتغيير نظرة المجتمع، وتحويل الوعي إلى قبول، والخجل إلى فخر. إنها قصة عن التحدي، والأمل، والكرامة.